في يوم من الأيام شعرت سيارة الإطفاء بالملل بسبب عملها الذي لا يتغير، تبقى واقفة في مركز الإطفاء حتى يشتعل حريق فتذهب لإطفائه ثم تعود..
وشعر باص المدرسة بملل بسبب عمله الذي يتكرر كل يوم على نفس الطريق، يجمع الأطفال من منازلهم في الصباح ثم يوزعهم مرة أخرى في المساء..
وشعرت سيارة الإسعاف بالملل فهي تحمل المرضى من منازلهم إلى المستشفى ثم تعود وتقف في نفس المكان كل يوم..
وشعرت مكنسة الشوارع بالملل فهي تنظف الشوارع كل يوم من الغبار ثم تتوقف في مقر البلدية إلى صباح الغد..
خرج كل منهم من مقر عمله، وذهب يتسكع وفجأة تقابلوا في منتصف الطريق..
قالت سيارة الإطفاء للباص: ما رأيك أن تعمل بدلا مني في إطفاء الحرائق بينما أتولى أنا توصيل الأطفال إلى مدارسهم؟
وافق باص المدرسة مباشرة، وأعطى سيارة الإطفاء خريطة لمنازل الأطفال حتى يوصلهم للمدرسة في صباح الغد، بينما توقف الباص في مركز الدفاع المدني في انتظار أي طارئ.
واتفقت سيارة الإسعاف مع مكنسة الشوارع على أن تعمل كل واحدة مكان الأخرى، فبدأت سيارة الإسعاف بتنظيف الشوارع بينما بقيت المكنسة في مركز الهلال الأحمر انتظارا لأي اتصال..
في صباح اليوم التالي شب حريق في أحد المنازل، فملأ الباص مساحته كلها بالماء انطلق الباص لإطفاء الحريق، ولكن حين وصل لم يجد معه إلا القليل، كما لم يجد معه خرطوما لرش الماء لإطفاء الحريق. غضب أصحاب المنزل وجيرانهم من الباص وقالوا له: إذا لم يكن لديك خرطوم للماء فلماذا تعمل في إطفاء الحرائق؟
وأما سيارة الدفاع المدني فقد خرجت تسير على الخريطة التي أعطاها إياها باص المدرسة، وكلما وصلت إلى بيت طفل من الأطفال رفض أهله أن يسمحوا له بالركوب فوق خزان الماء حتى لا يقع، واجتمع الأطفال وقالوا له: أين تريد أن نركب؟ نحن نريد كراسي لنجلس عليها لا صهريج مياه، ولم يركب مع سيارة الإطفاء أحد.
سيارة الإسعاف لم تستطع أن تنظف الشوارع لأنها لا تملك مكانس متحركة، فبقيت الشوارع متسخة، ومكنسة الشوارع لا يوجد بها سرير ولا أجهزة طبية، ولا صوت إنذار، وتسير ببطء ولذلك لم يركب أحد من المرضى فيها، وقالوا لها: اعملي الشيء الذي صنعت لأجله وتجيدين أفضل لك ودعي الآخرين يقومون بأعمالهم.
وقال آخرون نفس العبارة لسيارة الإسعاف التي لم تستطع أن تنظف الشوارع.
في المساء اجتمع الجميع في ساحة الحي وقرر كل منهم أنه كان مخطئا، وأنه من الغد يريد أن يعود إلى عمله السابق الذي صنع من أجله.
انتهت،،،
في أحد الأيام شعرت الثلاجة الجديدة التي كانت في مستودع للثلاجات بالملل فخرجت إلى الشارع تتمشى، وفي طريقها صادفت جهازا كهربائيا يمشي فقالت: هذه فرصة لأجد شخصا أتحدث معه، فقالت: هي أنت توقف أريد أن أنتحدث معك.
توقف الشيء الذي كان يتمشى فقالت له الثلاجة: السلام عليكم..من أنت؟
فقال: الم تعرفيني؟ أنا الذي يطبخ الناس عليه الطعام؟ فقالت الثلاجة: آه عرفتك عرفتك..أنت المكيف.
فقال الفرن بغضب وقد ارتفعت درجة حرارته وخرجت النار منه: لا لست المكيف..أنا الفرن.
فقالت الثلاجة: آه تذكرت..أنت الفرن الذي يوضع في الحمام عادة.
فقال الفرن: لا أنا عادة أكون في المطبخ ودائما حار ويجب على الكبار والصغار الحذر مني.
قالت الثلاجة: حسنا..ما رأيك أن نتمشى سويا.
فقال: حسنا أنا موافق.
سارت الثلاجة مع الفرن سويا وفي أثناء سيرهما التقيا في طريقهما جهازا يسير فقال الفرن: كيف حالك يا أخ؟
قال الجهاز: بخير، إلى أين أنتما ذاهبان؟
فقال: نحن نتمشى هل تأتي معنا؟
قال: بالطبع أود ذلك.
قالا له: في البداية يجب أن نعرف من أنت؟
قال: ألم تعرفاني؟ أنا الغسالة.
قالت الثلاجة: عرفتك أنت التي تكنسين الأرض؟
قالت الغسالة: لا يا عزيزتي. أنا لا أكنس الأرض أنا فقط أغسل الملابس حتى تصبح نظيفة.
سار الثلاثة مع بعضهم، وفجأة التقوا جهازا يمشي، فقالت الغسالة: انظروا إلى هذا! لا بد أن هذا هو التلفزيون، وأنا أحب التلفزيون كثيرا. تعالوا نسأله أن يرافقنا.
صاحت الثلاجة: يا أخ. هل تتمشى معنا؟
أجاب: نعم بكل سرور. ولكن في البداية يجب أن تعرفوني بأنفسكم.
قالت الثلاجة: أنا الثلاجة، دائما باردة، ويوضع في الطعام والماء والعصير والدواء حتى لا تتلف أو تتسمم، ومكاني هو المطبخ بالعادة..
عرف الفرن بنفسه، وكذلك الغسالة، ثم قالت: والآن أخبرنا من أنت؟
فقال: ألم تعرفوني؟
أجابت الغسالة: أنا أعتقد أنك التلفزيون أليس كذلك؟
فقال: لا يا عزيزتي، لست التلفزيون، أنا أشبهه فقط. أنا الميكروويف، وعادة أكون في المطبخ، أسخن الطعام البارد والمجمد بأسرع وقت.
قال الفرن: عرفتك أنت تشبهني كثيرا أيضا، وتريحني من كثير من الأعمال.
سار الأربعة مع بعضهم مسافة يتحدثون سويا، وفجأة سمعوا صوت غناء وحديث مرتفع، ورأوا جهازا يجلس تحت شجرة، فاتجهوا إليه، وحين رآهم خفض صوته، وقال: معذرة على الإزعاج، ولكن هذا كل ما أستطيع القيام به، فأنا المذياع وعملي يكون بهذا الشكل دائما. فقالوا له: بالعكس لقد استمتعنا بسماع صوتك فصوتك جميل والأخبار والتعليمات التي تقولها مفيدة دائما خاصة في أوقات الأزمات والكوارث لأني أعمل على البطاريات في حال انقطاع الكهرباء. هل لك أن ترافقنا في رحلتنا؟
فقال المذياع: بكل سرور.
تمشى الخمسة مع بعضهم وتحدثوا في طريقهم حتى مروا على التلفزيون وهو يتحدث مع المكنسة الكهربائية ويسيران سويا، فقالوا لهما: لم لا تنضمون إلينا؟
فقالوا: حسنا سننضم إليكم.
قال المذياع: عرفانا بأنفسكما.
قالت المكنسة الكهربائية: أنا المكنسة الكهربائية أعمل على نظافة المنزل.
وقال التلفزيون: أنا التلفزيون أسلي الناس وأنقل الأخبار والمعلومات، ويتفرج الأطفال على برامجي وأفيدهم بشرط أن يبقوا بعيدا عني وألا يجلسوا أمامي لفترة طويلة.
شعرت الأجهزة الكهربائية بحاجة شديدة للكهرباء، فتوقفت عند بيت جديد وجميل وطرقوا الباب فخرجت لهم فتحية الفتاة الجميلة، وقالت لهم: أهلا بكم، ماذا تريدون؟
قالوا: نحن بحاجة إلى الكهرباء، ونريد القليل منه لو سمحت.
قالت فتحية: ما رأيكم أن تبقوا عندي، فهذا البيت جديد وليس فيه أجهزة كهربائية.
فكرت الأجهزة الكهربائية وتشاوروا فيما بينهم ثم قالوا: نحن موافقون.
دخلت الأجهزة الكهربائية إلى بيت فتحية، فاتجهت الغسالة إلى المطبخ، والفرن والميكروويف والثلاجة إلى المطبخ وقالوا: يا اله من مطبخ جميل.
واتجهت الغسالة إلى الحمام. واتجه التلفزيون والمذياع إلى غرفة الجلوس وبدأوا في العمل.
شعرت فتحية بالسعادة لحصولها على هذه الأجهزة الكهربائية، وحرصت على المحافظة عليها من التلف، كما حرصت على نظافتها وتزويدها بالكهرباء المناسبة، وإطفائها حين لا تكون موجودة عندها.