فلسفة الحجاب ليست حَجْباً عن ما يراه عُمْي القلوب من حرية أهوائهم الجنونية السادرة وراء رَكْبِ الجهلةِ بدعواهم الشهوانية العمياء والتي تسير بهم نحو الشقاء، الظاهر زيفها، المكشوف فشلها.
بل إنما هي رفعٌ للحُجب الكثيفة ليَشِفَّ القلب ويُصبح أهلاً لأن يستشفع بنفس سيِّد الخلْق عليه السلام... حامل لواء الأنوار الإلهية إلى القلوب ليَصِلَها بالله منبع كلِّ الفضائل والخيرات.
فمن رام أن يشفع به (صلى الله عليه وسلم) للسموِّ والعلوِّ الإنسانيِّ الحق؛ لينزع ثوب البهيميّة ويتحلَّى بالصفات النبيلة الكريمة... فلْيجاهد في الله حقَّ جهاده، أي: لا يُعطي نفسه هواها. قال تعالى في سورة العنكبوت (69): {وَالذينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُم سُبُلَنَا...}طوبى لهم وحُسْنَ مثاب.
السُّفُور يؤدي إلى تعدد الزوجات بغير الحقِّ: وهو السبب الغير مباشر للطلاق، فالنساء لسن ألعوبةً بيد الرجال، ولسن عبيداً لهم.
فلا نموِّه على أنفسنا... إذ الباطل دوماً باطل ونَتَاجُه مهلكٌ، والحقُّ أينما كان يعلو ولا يُعلى عليه.