غريب أمر البعض ممن يرتقون
بأنفسهم بدون وجه حق حينما يحكمون
على أنفسهم بما ليس فيهم ممن يصفون أنفسهم بالمتميزين
وهم عن ذلك بعيدون ويحاولون أن يرتقوا بما يدعون لاكما يستحقون
ويقولون بما لا يقبلهم وكأنهم يوهمون غيرهم بأنهم عالون وإلى القمة واصلون بما يلمعون
وهم بكل صراحة للدون أقرب بما ينسجون،وياليتهم لغيرهم يتركون الحكم والنظر فيما يطرحون
لكان خيرا لهم وأقوم ولكن هو الغرور وتصور الوصول إلى الدر المنثور بالمسطور من أقلامهم إن
كان حقا من أفكارهم وإن كانوا للسرقة مقترفون ، وبالحقوق لايعترفون ،وياليتهم للمنقول يكتبون
وما أكثرهم في هذا الزمان لو يُعدون ويُحصون
وكم هو جميل أن يكون للمرء فكر نير وطريق رشيد يعتمد فيه على ماركته !
وما يجود به خياله وعقله ومن ثم يترجمه قلمه ويخرج المكنون
حسب استطاعته واجتهاده وهنا لايلام بعد ذلك ،وأجمل شيء مايكون من بناة الأفكار
حينما يبحر في عالمه ويأتي بكل جميل بل بالمحار من داخل البحار
وقد يعجز من كان ضئيل التفكير وللجميل لايدير وعن ضبط التعبير والقول المنير
وهنا يقال له : لست مجبرا على مالاتستطيع ولاتطيق للعجز وضيق الطريق
وعذرك مقبول ولك نقول : هذه قدرتك واستطاعتك ولن تلام وترمى بالكلام
ونتيجة ذلك البرد والسلام عليك يابن الكرام ،ولن يُسلّ عليك الحسام ،فكن مستمسكا بالتمام
وجيّر نقلك لأهله وأعط كل ذي حق حقه ولاتبخس الناس أشياءهم وتسلب حقوقهم
فتكون من الخاسرين وفي الأولى ويوم القيامة من النادمين حينما يكون الناس عليك شاهدين
وببخسك وسلبك مقرّون ولك محتقرون ثم تكون من المعذبين ،وأنا لك ناصح أمين وعليك من
المشفقين ،فهلاّ أخذت بنصيحتي وتوجيهي وعن البخس والسطو ستنتهي لتكون طيب السمعة
وتضيء في طريقك للأدب شمعة ،متمنيا لك التوفيق والسداد وسلوك طريق الرشاد ،وأن تكون من
خير العباد في الدنيا ويوم المعاد ،وهذا ما لك به القلم والقلب جاد مني باجتهاد