ماالذي يمكن أن تفعله (امرأة ) حينما تكون وحيدة؟
ببساطة....لاشيء...!!
.....
من النادر جدا أن تجد وقتا لنفسها...
يتوزع الوقت قسمة ضيزى...مابين جلي الأطباق ومسحها استعدادا لملئها بشيء جديد...
حياة تبعث على السخط...السخط التام ...لكن في مثل حالتها....الأمر لايعدو كونه طقسا يوميا تعوّدت عليه...
هو يقبع في الظل....أو هي تقبع في ظله....كلاهما يقبع في ظل....
أحدهما...
يأكل مافي الأطباق....والثاني...يغسلها....
هكذا تمرق أيامهما المظللة بسرعة....بسرعة جدا...
لدرجة أنهما يتسائلان أين تمضي الأيام....!
.......
حدثٌ ما جعله يتأخر....الغداء ينتظر داخل الأطباق....
هي ....تنظر في كفيها المسودتين جليا ورهقا...
مرت الدقيقة تل الآخرى قبل أن يئن هاتفها من داخل الغرفة...
كانت لديه حفلة في الشركة جعلته لن يأتي اليوم......
هي أربع ساعات...ربما أمضي بقية السهرة معهم....
نشوة غير عادية تلك التي اكتنفت قلبها المكدود....
كنشوة حصص الفراغ....وأيام العطل الاستثنائية بسبب حفلات المدارس الطارئة..
شيء هو ذاك الذي يجعلها تكاد تقفز من مكانها حرية ...غبطة...
هممممم...ماذا لدي لأفعل...؟
تهرع بمحتويات المائدة إلى المطبخ وهي تتساءل عن أم مصعب إن كانت ماتزال محتفظة رقمها الأخير...
لعلني أتصل وأفرع محتويات الأيام في أذنيها الضاحكتين...
تغطي الأكل وتدفع به داخل الثلاجة وهي تهمس أن الأربع ساعات القادمة أثمن من قرق ام مصعب وضحكها الذي يستهلك نصف الوقت...
ماذا لو سرقت لنفسي وقتا أفرك به قدمي وأدلك يدي وجسمي ....كم مرة تمنيت أن يكون لي وقت لأفعل ذلك؟
ركضت باتجاه مكنستها ....كانت وقتها تفكر في جزء من القرآن طالما تمنت دقائق تقرأه فيها....
العمر يمضي والشغل مايقضي....
ابتسمت وهي تطارد بقايا الرز التي انتثرت من القدر وهي ترفعها للمجلى قبل أن تبدأ بفرك الأخيرة...
لم تستطيع مقاومة نشوتها وهي ترفع صوتها تغني كطفلة في إجازة من أنوثتها....أو امرأة مجازة من كدها اليومي...
أليس جميلا طعم الحياة هكذا؟؟؟
أليس لذيذا أن يكون البيت بلا رجل بعض الأحيان....؟