في حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل
عاشت الأرملة الفقيرة مع طفلها الصغير
حياة متواضعة في ظروف صعبة
: إلا أن هذه الأسرة الصغيرة كانت تتميز
بنعمة الرضا
و تملك القناعة التي هي كنز لا يفنى
ولكن أكثر ما كان يزعج الأم
هو سقوط الأمطار في فصل الشتاء
فالغرفة عبارة عن أربعة جدران
و بها باب خشبي , غير أنه ليس لها سقف
وكان قد مر على الطفل أربعة سنوات منذ ولادته لم تتعرض المدينة خلالها إلا لزخات قليلة و ضعيفة
إلا أنه ذات يوم تجمعت الغيوم وامتلأت سماء المدينة بالسحب الداكنة
و مع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة
على المدينة كلها , فاحتمى الجميع في منازلهم
أما الأرملة و الطفل فكان عليهم
مواجهة موقف عصيب
نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة
واندسّ في أحضانها , لكن جسد الأم مع ثيابها
كان غارقًا في البلل
أسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته ووضعته مائلاً على أحد الجدران , و خبأت طفلها خلف الباب لتحجب عنه سيل المطر المنهمر
فنظر الطفل إلى أمه في سعادة بريئة
وقد علت على وجهه ابتسامة الرضا
وقال لأمه : ماذا يا ترى يفعل الناس الفقراء الذين ليس عندهم باب حين يسقط عليهم المطر ؟
لقد أحس الصغير في هذه اللحظة أنه ينتمي إلى طبقة الأثرياء ، ففي بيتهم باب
ما أجمل الرضا
إنه مصدر السعادة و هدوء البال
و وقاية من المرارة و التمرد و الحقد
**********
بان البيت الابيض كان لونه رماديا
وعندما غزا الانكليز مدينة واشنطن اثناء
حرب الاستقلال ، أحرقوه في عام 1812
فاعيد ترميمه وطلي باللون الابيض
لاخفاء لون الدخان الاسود نتيجة الحريق
وبقي اسمه
قصر الرئيس حتى عام 1902
عندما سماه تيودور روزفلت باسم البيت الابيض
واول من سكنه الرئيس الثاني جون آدامز
تم بناؤه عام 1792
وقاموا بترميمه وطليه باللون الابيض عام 1817