حبُ عميق اعتنق روحي..
كان يسكنني منذ أن خلقت فأنوجد في جوراحي..
بين ذرات روحي المتناثره في أركان جسدي..
فأخذ يكبر يوماً بعد يوم ..
وساعةً تلو الساعة..
بل في كل لحظة أستنشق فيها الهوا يكبر..
ولكنه فقد صاحبه بعد مرور ستة وعشرون عاما عشق وهيام من كل من تعايش معه..
ستة وعشرون عـــاماً أراك تخطو أمام ناظري ..
تحتويني بعطفك وحنانك..
كما الأب ترعاني و تراقبني عن بُعد دون أن أنتبه..
ستة وعشرون عـــاماً أسمعُ صوتك و أرى أبتسامتك..
ستة وعشرون عامــاً هي سنوات شبابك الراحل..
ودون سابق أنذار ترحل..
وأي رحيل هو رحيلك ياحبيب قلبي..
هو رحيل لعالم آخر..
كأني بنفسي تجر أذيال الحزن و الألم بين حشود جنازتك..
تصدم بمن حولها..
شعور من الهلع والفزع عتراني..
و وجوه أعرفها ولا أعرفها تعزيني ..
أسئلة حائرة تجول في ذهني..
أين أنــا...؟؟
هل أنــا بالمكان الخطأ..؟؟
أتلتفت حولي كي أتأكد مما يدور في خلدي..
أشعر بألم شديد بقدمي من شدة الأزدحام في جنازتك..
فقد كانت القلوب تهوي كالمطر في جميع الأماكن في تلك البقعه من الكرة
الأرضيه و أصبحت سوداء ..
فكل من كان هناك أرتد الاسود واستعد للعزاء..
وكأني بنفسي أركع على قبرك فيهوي قلبي ألماً وعذاباً..
فأحمل بين يديّ حفنه من تراب قبرك تساقط ذراته من بين أصابعي..
أشمه علني أجد ريحك فيه..
عجزت عيناي عن البكاء على ألم فراقك ..
وعجز قلبي الحزين على النوح والعويل عليك يا أبن أمي..
(وداعــاً أخي..)
يصعب على قلبي تحملها
بل يصعب على روحي أن تستحضرها ..
فكلما مررت على قلبي ألمني ذكراك..
أخي بل رفيق عمري ودربي ..
يا من هو أكثر من كل هذه الصفات ..
اليوم أنثر على قبرك التراب..
وأزف إليك عروسك بزهورها الحمراء..
فقد أنقبلت الموازين..
فكنت بالأمس تحلم بهذا اليوم..
تحمل بين يديك الزهور..
واليوم أجدها تنثر على هذا القبر الزهور والرياحين..
تحمل في طياتها روحٌ مقتوله لفراقك..
أنكسرت تلك الدموع في عدسة عينيها فأبت أن تصرخ..
فقط أنين خافت أسمعهُ..
كسر بقايا روحي..
فتحطمت على ذرات قبرك..
المغطاة بزهورها..
صرخة من أعماقي (وداعــاً أخي..)
وسقطت من عيني دمعة ألم أعتنقة وجهي..