تجارب المعددين تؤكد زوال الخوف
د. الزايدي:
بالصبر تستطيع الزوجة الأولى أن تكسب زوجها
د. الأحمد:
لا ينبغي أن يكون مقصد الرجل من الزواج بالثانية هو إلحاق الأذى النفسي بالأولى
- جن جنوني يوم عرفت زواجه.. ولكن تحولت ضرتي إلى أخت
- من حق المرأة أن تكره زواج زوجها من امرأة أخرى ومن حقها أن تبدي غيرتها
- لا يجوز أن تتزوج الثانية بنية الطلاق لأن هذا غش لها ولأهلها
إعداد: آمال الدهمش:
حينما نسمع كلمة التعدد يتبادر إلى أذهاننا ذلك الزوج الظالم لزوجته الأولى، نسيها ونسي أبناءه منها معها. فجعلهم يصارعون أمواج الحياة بمفردهم، والزوج ما زال يتنعم في أحضان الزوجة الجديدة وهي ما زالت تنسيه زوجته الأولى وأبناءها.. وهذا ما يحدث غالبا ولكن ولله الحمد سمعت عن قصص أو مواقف تبين لنا العكس تماما.
أزواج عددوا لكنهم عدلوا حتى أصبحت نساؤهم كالأخوات، هكذا نطقت به أفواه الزوجات. ومن خلال هذا التحقيق يتبين لكم حقيقة ذلك، وأيضا من خلاله أوجه رسالة أو نداء للأزواج المعددين الظالمين أن يتقوا الله فيما بين أيديهم وأن يعدلوا. وألا يفهمني النساء أنني أنادي إلى التعدد، بل أنادي وأصرخ بأعلى صوتي: (يا من ابتليتم بالتعدد اعدلوا) فإلى التحقيق:
عدل زوجي كان سببا في محبة زوجته الثانية
تقول إحدى الأخوات:
عشت مع زوجي أكثر من عشرين عاما أقوم بخدمته وتلبية جميع طلباته بدون كلل أو ملل، وأبدأ بتنفيذ طلباته قبل طلبات أبنائي وأيضا قبل أهلي ووالدي، فلم أقصر معه في شيء، فعندما أخبرني زوجي برغبته في الزواج بثانية جننت وبكيت و(زعلت) فترة طويلة ودائما أقول: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
ولكن بحكمة زوجي وعدله تغيرت حياتي، فبدأ مشوار حياته من الزوجة الثانية بمشورتي وإعطائي نفس المبلغ الذي دفعه للزوجة الثانية مهرا، ليس لإرضائي فقط، بل ليبدأ مشوار حياته بالعدل بيننا منذ البداية كما يقول، وهذا ما هون الأمر علي وجعلني أصبر وأحتسب..
وبعد فترة قصيرة من زواجه أصبحت أنا والزوجة الثانية كأننا أخوات صديقات تجمعنا المودة والمحبة، فنتساعد في جميع أمور المنزل ونتشاور في أمور المأكل والملبس، فكنا نذهب للسوق مع بعضنا لنتشاور في الشراء لنا ولأبنائنا.
وأيضا نذهب مع بعضنا للمناسبات، وإذا ولدت الواحدة منا الثانية تقوم بخدمتها وخدمة المولود. فالحمد لله على ذلك وأن سخر لنا زوجا محبا عادلا.
لا نفترق إلا عند النوم
أما الأخت حصة تقول: هناك رجل متزوج من أربع زوجات وكل زوجة من زوجاته لها بيت مستقل، وهو عادل بين زوجاته في جميع أموره، ونتج عن ذلك محبة الزوجات لبعضهن، ويوميا يجتمع الزوج وزوجاته وأولاده في إحدى البيوت ولا يفترقون إلا عند النوم. والزوجات الأربع كأنهن أخوات يتعاون جميعا في إعداد ولائم الزوج، وأىضا عند مرض إحداهن، أو وضعها لمولود.
وهذه أم لانا تقول: إن أخ زوجي معدد وعادل بين زوجاته ولله الحمد وتذكر لي إحدى زوجاته فتقول: إن بين فترة وأخرى يعطيني زوجي مبلغا من المال بدون طلب مني وبعد فترة اكتشفت أنه الفرق بين فاتورة جوالي وجوال الزوجة الثانية (فأنا دائما مبلغ فاتورتي قليل، فأنا لا استخدمه كثيرا).
أعد الزوجة الثانية أختا لي
عندما خطب زوجي وقرب زواجه من الزوجة الثانية تضايقت جدا في البداية ولكن رب ضارة نافعة فأصبحت زوجته الثانية أختا حنونة علي وأما لأبنائي وستسألونني كيف؟ أقول لكم:
أولا: هذا بفضل ربي علي، وثانيا: عدل زوجي وحزمه وشدته في جميع الأمور، سواء كانت صغيرة أم كبيرة، فاستطاع بعدله أن يعالج ما يحدث من الأمور بيننا كنساء من الغيرة التي تأكل قلوبنا وغيرها من الأمور خلال السنة الأولى من زواجه بالثانية.
فزوجي كان عادلا بيننا، فإذا أعطى واحدة ولو مبلغا يسيرا أعطى الثانية مثله، وأيضا إذا أحضر أغراضا للمنزل أو للأبناء جمعنا كلنا وقسم الأغراض بيننا بالتساوي (بحضوري وحضورها).
وإذا ركبنا السيارة نكون جميعا في الخلف والابن الأكبر في الأمام، وفي السفر إما أن يأخذنا جميعا أو يذهب بي وبعد انتهاء مدة سفري يرجعني ويأخذ الأخرى وتكون نفس المدة التي قضيتها وإذا كانت عنده وليمة في منزلي ينادي زوجته الثانية لتساعدني وإذا كانت في منزلها يناديني لأساعدها وهكذا، حتى أصبحنا كالأخوات وكان تلك الإخوة سبب عدل زوجي.
أذان المغرب آخر العهد بزوجي
وهذه الأخت أم عبدالرحمن تشاركنا وتقول: إن جارنا معدد وعادل بين زوجاته وتحكي لنا زوجته وتقول: قسم زوجي اليوم بيننا بأذان صلاة المغرب، فبعد أن يؤذن للمغرب ينتهي يومي ويبدأ يوم الزوجة الأخرى، فذات مرة كان عندي وطلب مني أن أعمل له (شاي) وكان قبيل المغرب، وعندما أحضرته وسكبت له أذن المغرب فقام، قلت له: أشرب الشاي ثم أخرج، قال لي بالحرف الواحد: انتهى يومك وبدأ يوم الزوجة الثانية ولا أريد أن أبخس في حقها، فخرج مني ولم يشرب الشاي.
نقوم جميعا بإعداد ولائم زوجي
أما الأخت هدى تقول: لي قريب معدد لكنه عادل بين زوجاته مما ترتب على ذلك السعادة التامة في حياتهم ومن مظاهر عدله أن منزل الزوجة الأولى نسخة من منزل الزوجة الثانية في جميع النواحي (المساحة، الأثاث، التصميم...إلخ).
وإذا كانت عند الزوج وليمة فإن الجميع يقومون بإعدادها.
جميع المواقف تبين لنا أثر العدل بين الزوجات
فالعدل أمر الله عز وجل به في قوله تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} [النحل: 90].
فالعدل بين الزوجات أمر أساسي يوجب على الزوج أن يعطي كل ذات حق حقها، متأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو أعدل الناس في كل شيء ولا سيما بين زوجاته.
وما يحصل الآن من ممارسات سيئة من قبل بعض الأزواج المعددين ينبغي ألا تحسب على التعدد وإنما تحسب عليهم وحدهم وهؤلاء هم الذين أساءوا للتعدد وجعلوا منه شبحا مخيفا لكثير من النساء، لأن الرجل لو عدل بين زوجاته لسعدن بذلك وانتهت المشاكل في حياتهن.
فأكثر النساء يكرهن التعدد، لأن أزواجهن لم يعدلوا معهن فالخطأ ليس بالتشريع وإنما الخطأ في التطبيق. ولو أن الرجال إذا تزوجوا عدلوا لاستقامت الحياة وقلت المشاكل ورضي الجميع، ولربما دعت النساء إلى التعدد.