في يوم من الأيام قررت القيام بزيارة لأحد الدور التي تقوم بتربية الأيتام تلك الفئة الغالية على قلوبنا000
كنت أتوقع أن أستمتع بتلك الزيارة وقد حلمت بقضاء وقت ممتع ملئ بالأنس والسرور000
ولكن تبددت كل أحلامي منذ اللحظة التي وطئت فيها قدماي تلك الدار فما أن فتحت الباب وخطوت أولى خطواتي نحو عالم المجهول سمعت صوت صراخ وأصوات أقدام راحت تذرع الأرض جيئة وذهابا وقد سمعت صوت أحدهما تقول اتصلي على المستشفى واخبريهم أن يأتو ويأخذوها لأنها أزعجتنا لم أعرف ما الموضوع وقد غلفت القضية بالغموض000
اتجهتوا فوراً إلي غرفة مديرة تلك الدار وطلبت منها أن تسمح لي بمقابلة الأطفال الموجودين هناك فوافقت على طلبي بل ورحبت بالفكرة وأرسلت معي بنت صغير من الدار لم يتجاوز عهرها الحادي عشر لترشدني, ومن هنا بدأت رحلة شقائي000
في طريقي رأيت بعض الفتيا وقد بدت عوراتهما ولم يبدو أي استحياء من ذلك >>أعني بذلك أنهم يلبسون شورت لا يتعدى طوله ربع الفخذ...
اتجهنا فوراً إلى ذلك القسم القابع في زاوية المبنى, وفور دخولي تعلقت بي طفله وظلت ممسكتاً بعنقي, فبادرتها بسؤال تعودت أن أسئلة لكل طفله أقابلها: ما اسمك؟؟؟
فقالت: ((بسه)) <<<بمعنى قطة تفأجات بالجواب الذي نزل علي كالصاعقة
دارت في ذهني أشياء كثيرة لم أعرف بماذا أجيبها ولكني وبعد أن جمعت شتاتي التي تبعثرفي داخلي ,قلت لها:لماذا ياحبيبتي تقولين انكي بسه وانتي طفله جميله وحلوه وايضا انتي انسان ولست حيوان...
ولكنها اجابت بكلامات احرقت فؤادي كلامات قليله ولاكن لها معاني كثيره
ردة قائلهً: بل أنا أعيش هنا مثل الحيوان.
حتي الحيوان عند امه غالي فهي تعتني به حتي يكبر و تربيه ولا تلقي به في قارعة الطريق اما انا فلم اعرف حتي معن الام
نعم مثل الحيوان آكل و أشرب وأنام, ليس لي كيان ليس لي أسرة أنتمي إليها يفرحون لفرحي ويحزنون لحزني أنا هنا وحيد رغم كثرة من حولي أخاف أن أخطئ حتى لا أعاقب لا أستطيع أن أقول لا...
أولست مثل الحيوان...
في تلك اللحظة شعرت كأني تلقيت أقوى صفعة...
ولم أشعر إلا بدمعة حارة سقطت على خدي وتبعتها أختها
حتى اغّرق وجهي بالدموع...
أنزلت الطفل على الأرض...
واستجمت ما تبقى لدي من قواي وغادرت المكان حتى لا يرى ذلك الطفل دموعي.......وهنا فقط سقطت دمعتي...
إضاءة:
هذة دعوة من قلب صادق
لكل أب فاضل ...
و أم كريمة....
و مربٍ وقور...
اصطحبوا أبنائكم إلى مثل هذه الأماكن لكي يستشعروا النعمة التي يعيشونها و يأدوا حقها...
.... ولكم مني خالص الشكر والامتنان ...