[align=center]
نحن اليوم نعيش عصراً غير الذي سبق، وزمناً غير الذي اعتاد عليه الآباء والأجداد، فنحن نـُصبّح بباقعة، ونـُمسّى بأخرى أشد
وأطم. أعلم أن ما سأتطرق إليه ليس أول الأمر ولا مبدأه، بل ولا منتهاه وغايته، فالمجتمع المسلم اليوم يمضي في جانب مشرق
من جهة ومن جهة أخرى يسير في جانب مظلم مقفر وكأنما يتردى من جبل.
لست بصدد الحديث عن أمر شاع بين أمة تعبد الوثن، ولا عن أخرى تقدس الصليب، أو بين أمة لا تاريخ لها تتكأ عليه أو منهج
ترتوي منه. أكتب وكلي جرح لا يندمل أبداً ولو طلبت له جراحي وأطباء العالم كله بمختلف تخصصاتهم، أكتب بغيض شديد، بلوعة
وحسرة، وألم وحرقة، لست أبالغ في حرف كتبته أو كلمة سأسطرها بين ثنايا هذا المقال.
والقصة باختصار تتعلق بصورة رأيتها أكثر من مرة، كلما تكررت على ناظري، أحسست بغثيان شديد، وسخط كبير فهي تحكي لنا
وباختصار معيار الثقافة التي يعتني بها صاحب الصورة، ونوع الفكر الذي يحمله صاحبنا.
يااعضاء ويازوار أنا أنقل لكم صورة عن بعض أبناء أمتي ممن ترونهم في الشوارع والطرقات يلبسون ما يبدي عوراتهم المغلظة أو قل
على أقل تقدير ما يبدي السراويل الداخلية التي أصبحت ذات ألوان زاهية. لا يذهب الظن بأحدكم أنني أتحدث عن استعراض
عارضات الأزياء في دور الفجور وعلى صفحات المجلات.. لا لا، بل أنا أحدثكم عن شيء رأيته بأم عيني. فنحن كنا نشتكي من
ظاهرة استعراض بعض الفتيات هداهن الله بتلك العباءات المخصرة والمطرزة ونقول قد بلغ السيل الزبى، وأصبح الأمر غايةً في
الخطورة، فإذا بشبابنا يستعرضون بمؤخراتهم في الأسواق والطرقات، بل والله في المساجد.
لا أدري حقيقة ما الفائدة من ذلك اللباس الأحمق؟!! فإذا كان صاحب هذا اللباس ينفي عن نفسه تهمة الشذوذ واللواط أجلكم
الله والبحث عنهما، فلماذا يصر على هذا التشبه البغيض؟!! ولماذا لا يربأ بنفسه ويترفع عن مثل ذلك.
لماذا في كل مرة نبحث عن شواذ الغرب وسفلتهم وأحقر الطبقات عندهم لنتشبه بهم؟!!
ياشباب العرب يا أملها وساعدها القوي، هلا عدتم إلى الرشد قليلاً وتأملتم عزكم أين هو؟ وكرامتكم من سلبها؟ آه ثم آه ثم آه
على سنوات قضيتموها ركضاً خلف أولئك السفلة، وأعمار أفنيتموها سيراً وراء سرابهم فلا حضارة وصلوا والله ولا عزاً ملكوا.
إن الحضارة هي التي جاء بها محمد عليه الصلاة والسلام وما دونها تحت الأقدام.. إن العز هو الذي بناه عليه الصلاة والسلام
بدموعه الحارة وألمه وسهره وتعبه ونصبه بأمي هو وأمي وما سواه تحت الأقدام. أنسيتم حصار الشعب؟!! أنسيتم الحجارة التي
ربطت على أمعاءه من الجوع؟!! أنسيتم الدم الذي سُكب في أحد؟!! أنسيتم سلى الجزور الذي وُضع فوقه؟!! أنسيتم.. أنسيتم..
أنسيتم..
يقول عليه الصلاة والسلام: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسئل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن
علمه فيما عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه).. فأين الشباب يا شباب والله افكار غربيه لاتصلح لكم والله يهديكم
ويهدي الجميع ..
للأمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــانه
منقووووووووووووووووووووووووووووووول [/align]