فما أروعه من لقاء .. وما أجمل تلك الساعات التي يجتمع فيه الإنسان مع رب الأرباب ..
لاشيء أبلغ في احتمال العسر والصبر على المصائب من قيام الليل .. إنها عبادة المخلصين الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع شوقا إلى لقاء الله وخوفا من فوات لقائه ...
وإنها المدرسة التي تربى فيها العظماء الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته
زادتهم إيمانا .. وإن المتهجدين هم الشامة بين الناس أهل الحلم والحق والصبر ..
إن كنت مريض قم الليل .. وإن كنت مهموم قمه .. وإن كنت محتاج أو خائف أو مبتلى قمه ..
الليل صافٍ والناس نيام والهدوء يغلف الكون .. سوف تشعر أن الله يملأ قلبك كله ومع أول
افتتاح للصلاة يهبط عليك نور ...
ماذا تساوي الدنيا وقتها ؟؟؟ لاتساوي شيئا ...
أنت الآن مستغرق في هذا الجو الرباني النوراني ...
في القلب لوعة وشوق .. وحب ورغبة .. والدموع في العيون .. وعلى اللسان أحلى ما أنزل الله على خلقه .. لاتدع الفرصة تمر .. فلعلها آخر ساعة .. ادعه بما شئت ..
لا مرض مع القيام ولا شقاء معه ولا ذنب ولا إثم ...
يقول صلى الله عليه وسلم: "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ومقربة إلى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم و مطردة للداء عن الجسد " رواه الترمذي .
إن صلاة الليل سوق ربانية تقام وتنفض كل ليلة .. والرابح فيها من يحشد بضاعته
ويزينها ويحليها في أعين الآخرين .. رجاء أن تقبل جميعها فلا يرجع خاسرا ...
وأهل الليل لاتفوتهم تلك السوق وهم فيها تجار مهرة ...
فهم يستغفرون الله و يمجدونه و يسبحونه و يحمدونه و يسألونه من كل شيء ..
هذه فرصة ..!
فالبيع رابح والمشتري هو الله ...
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول: أنا الملك أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجب له ؟ من ذا الذي يسألني فأعطيه ؟ من ذا الذي
يستغفرني فأغفر له ؟ فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر " رواه البخاري ومسلم
فها هو السوق أحبتي أمامكم .. وماعليكم إلا أن تعرضوا بضاعتكم .. قوموا في جوف
الليل البارد وناجوه .. قوموا فالرب يسمعكم .. لا عليكم من البرد فستدفئون حتما
[align=center]
يااااااااااالله كلام يزلزل القلب
اي والله يا اخي ابدعت ما شاء الله
اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
لا فض فوك اخوي ولا تحرمنا من مثل هذه الروحانيات التي ترفرف بالايمان للمعالي
[/align]
توقيع
إن للحسنة نورا في الوجه وضياء في القلب وأثرا في الخلق
هون عليك فكل الأمر ينقطع
وخل عنك ضباب الهم يندفع
فكل هم له من بعـده فـرج
وكل كرب إذا ضاق يتسـع