إلى معاشر الرجال المتزوجين أهدي هذه الكلمات النيرات وأسأل الله العلي الكريم أن تجد منهم آذانا صاغية وقلوبا واعية وتستقر في سويداء قلوبهم ويأخذوا بأحسنها ،والهدف منها والله الإصلاح ما استطعت والتوفيق بيد العزيز الحكيم ،والكل يدرك أن الله جعلنا مؤتمنين على من تحت أيدينا ومن نعول ،ومن هؤلاء الزوجة والأولاد وأمرنا أن نتقيه سبحانه وتعالى فيهم وأخبرنا الحبيب عليه الصلاة والسلام عن عظم ذنب التساهل بأمر أمانة الزوجة والأولاد بقوله : (( ما من عبد مسلم يسترعيه الله على رعية ويموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة )) أو كما قال عليه الصلاة والسلام ، ومن الرعية الزوجة وأولاد الرجل ،والحق تبارك وتعالى يقول في محكم التنزيل : (( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )) وفي هذا الزمان رأينا من الرجال الكثير ممن تجاهلوا هذه الأمانة وقصّروا فيها كثيرا فظلموا أنفسهم وظلموا زوجاتهم وأولادهم ،أخذوا النساء وتزوجوا بهن وبعد ذلك إهمال وتهميش وجرح للمشاعر وتطنيش وتجاهل لهن ولأولادهن وإن نوقشوا كانت حججهم واهية ،عرفوا الأمانة ولكنهم لم يقوموا بها ،وكم من بيت يئن ويشتكي وينوح من إهمال صاحبه لمن فيه ! فياعجبا من هؤلاء الذين لا يخافون الله بمن هم تحت أيديهم من الزوجات والأطفال الذين ينتظرون منهم العطف والحنان وبالنهاية وجدوا الإجحاف والجحود والنكران !ولهؤلاء الأزواج ومن هم على شاكلتهم أقول : اتقوا الله واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا ،وخافوا ربكم في زوجاتكم وأولادكم وقوموا بحقوقهم كاملة تفوزوا بخيري الدنيا والآخرة ،واعلموا أن الله سيسألكم عنهم ،كيف لا والله بيّن في سورة النحل أن الناس سيسألون عما يعملون فقال : (( تالله لتسألنّ عما كنتم تعملون )) ووالله إن السعادة وطمأنينة القلب وراحة النفس في طاعة ربكم ثم الاهتمام بزوجاتكم وأولادكم ومن عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وماربك بظلام للعبيد ،ثم اعلموا أن الزوجات لايردن من مطامع الدنيا أي شي سوى الستر والمحبة والحنان والعطف والاحترام والتقدير منكم فجودوا عليهن بذلك ،وادخلوا السرور لقلوبهن بالكلمة الحانية والتعامل الحسن تجدوا السعادة في حياتكم ،والذكر الحسن بعد مماتكم ،سائلا المولى عز وجل لكم حياة زوجية كلها أفراح وهناء وحب ووئام ،والله لايضيع أجر من أحسن عملا ،وحسبي أني اجتهدت في طرحي ونصحي وتوجيهي فما كان فيه من خطأ فمن نفسي والشيطان ،وأستغفر الله من ذلك ،وماكان فيه من صواب فمن الله والحمد لله على ذلك .