تحلم كل فتاة منذ نعومة أظفارها بحياة مستقبلية سعيدة هانئة وهادئة مع رجل يخاف الله فيها ويراعيها ويقدرها ويهتم بها وهذا ما تحلم به وتتمناه كل فتاة في هذه الحياة ومن توفق برجل يملأ عليها الدنيا فقد أوتيت خيرا كثيرا والمتأمل في واقع الكثير من بنات حواء في هذا الزمان يجد ان أحلامهن وما تمنين ذهب أدراج الرياح بعد ان اصطدمن بأزواج لا يقيمون للحياة الزوجية وزنا والذين افسدوا ما خططن له وحلمن به والواقع المؤلم الذي تعيشه شريحة كبيرة من المتزوجات خير شاهد على ما كتبت وكم من متزوجة لا تفارق الدموع عيونها والحزن يملأ قلبها والحسرة والندم يبدوان على محياها بسبب زواجها من رجل ظنت فيه خيرا فوجدت منه شرا مستطيرا ظلما وقسوة وعدوانا بغير حق وافتراء وكذبا وغشا وخداعا واعتداء بالضرب والسب والشتم وكأن زوجته من سقط المتاع أو أمة عنده وهذا ورب الكعبة أمر كبار وعمل سيئ يدل على قلة حياء من هم كذلك من الرجال الذين خالفوا شرع الله جل وعلا وسنة الحبيب عليه الصلاة والسلام الذي قال «استوصوا بالنساء خيرا» وانني اتعجب اشد العجب من تصرفاتهم مع زوجاتهم بهذه الطريقة الهمجية والتي بسببها رأينا العنف الأسري ينتشر ويتفشى داخل الكثير من البيوت ولا يستغرب حينما نرى وجوه بعض النساء وقد تغيرت وذبلت وبدا الحزن عليها إذا علمنا ان ذلك دمار خلفه إنسان متخلف هدفه من الزواج له الحق بالتصرف معها كيف يشاء حتى الضرب له الحق بأن يفعل معها ذلك وهذا فهم خاطئ يدل على جهل صاحبه ومجانبته للطريق المستقيم اذ ان الزوجة لها كيانها وشخصيتها في بيتها يجب ان تستشار وترحم ويعطف عليها وتحترم وتقدر وترفع منزلتها في بيتها وعند الناس من قبل زوجها وانا على يقين انها ستزداد حبا وتقديرا لزوج يفعل معها ما يشعرها بقيمتها ويرفع منزلتها عند أولادها ان كان لها أولاد وعند الآخرين وكلما احترم الرجل زوجته وحقق لها ماتريد بالمعروف ازدادت محبتها له وتمسكت به والعكس كذلك ونصيحتي لكل رجل اقترن بامرأة وعاهد الله عز وجل ان يحافظ عليها ونطق بهذه الكلمات الربانية ( إمساك بمعروف او تسريح بإحسان) ان يتقي الله فيمن استرعاه الله عليها او عليهن من النساء قولا وعملا فلا يبخس حقهن ولا يحتقرهن ويعاشرهن بالمعروف واحدة او اكثر ويتذكر ان الله سيسأله عن ذلك يوم يقف بين يديه وحق المرأة على زوجها كبير من قام به حق القيام فقد أوتي الأجر العظيم ونال رضا رب العالمين الذي أمره بالقيام بواجبها واذا قام كل واحد منهما بحقوق الآخر عاشا بسعادة وهناء في بيت تسوده المحبة والوئام سائلا المولى ان يسعد كل زوجين ويجمع بينهما بخير ويرزقهما الذرية الصالحة.