[align=justify]من أقبح الصفات التي يتصف بها بعض البشر الشماتة من الآخرين بانتقاصهم وتعييرهم بما فيهم من عيوب ،وهي صفة ذميمة تعود على صاحبها بالضرر وتكون وبالا عليه ،كما قال الحبيب عليه الصلاة والسلام لجابر بن سليم موصيا له : (( وإن امرؤ عيّرك بما يعلم فيك فلا تعيّره بما تعلم فيه فإنما وبال ذلك عليه )) ومن يتأمل حال الشامتين يجد شماتتهم من غيرهم قد عادت عليهم بالخسران والخذلان ووقوعهم في شراك ما عيّروا به عباد الله ،وكم من شخص تضرر من شماتته فهذا قد شمت من فلان وأبنائه الذين ضلوا الطريق وأصبحوا في عداد الضائعين ومن الذين وقعوا في أدران الرذيلة ،وبعد فترة يجد نفسه وأبنائه أشد ضياعا ولو أنه دعا بصلاح أبنائه وأبناء من شمت منه وقال : (( الحمد الله الذي عافاني وعافى أبنائي مما وقع فيه فلان وأبنائه وابتلاهم به )) لكان خيرا له وأقوم ،وهناك من شمت من المدخن وعيّره بذلك الداء الخطير ثم بعد فترة يجد نفسه وقد بدأ يدخن بشراهة ،والأمثلة على ذلك من الواقع كثيرة جدا لايتسع المجال لذكرها ، المهم أن هذه الصفة قبيحة تضرر منها كثير من الناس من حيث لايدرون بشماتتهم من الآخرين ،ولو تأملنا جيدا ودققنا وأمعنا النظر لوجدنا أن كثيرا ممن يصيب البعض من عباد الله من حوادث الدنيا من مواقف وتغيرات سواء في السلوك أو في الانحرافات وغير ذلك من الأمور الدنيوية الغير محببة للبشر بسبب الشماتة ،فلا تشمتوا من إخوانكم فيصيبكم ما أصابهم ،ولكن قدموا النصيحة واسدوها لهم واحمدوا الله الذي عافاكم مما أصابهم وابتلاهم به تنالوا خيرا وتكسبوا الشيء الكثير ،ومن عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون ،ودعوا الخلق للخالق فإن في ذلك خير لكم في دنياكم وأخراكم .
[/align]